الشاعر

أنـا المحلق وحدي في عالم من شـجون لا أستطيب مقاما ولا أطيق الركون وفي الفضاء لعيني طيوف حلـم رهين بدت لعيني أراها كجنة من فتون

٢٧.٥.٢٧

أحب الندى -شعر

أحب الندى والورد والمرج والظــِلاَّ
أحب فيوضَ النور إذ تغمُر السهلا
أحب طوافَ النحل حول زهوره
وقافلةَ النملِ التي غادرت عجلى
أحب سياج الحقل قد سيمَ فرجةً
وقد أزعج الصبيانُ صاحبَه الكهلا

أحب فراشاتِ الصباح كأنها
قصاصات نسج السندسيات أو أحلى
أيا وردُ ما وجدي بذا الوردِ إنَّه
خدود مها غيداءَ قد أطرقتْ خجلى
أعصفورُ هل غادرت ذا الغصن آنفاً
فحركتَهُ أم رقصُ أزهارِهِ الجذلى؟
ويا مجمعَ الأنسامِ حمالةَ الشذى
حنانيكِ بي رفقاً رويدكِ بي مهلا
وياخُضْرُ قد حيرتِني أيما الجنى
رحيقُكِ أم طلٌّ فقد أؤثرُ الطلا

أسيرُ ويجتاح الجمالُ مشاعري
أياطرفُ عد مالي أرى الطرفَ قد ضلا
وإطراقةُ الأزهارِ والمرجُ باسمٌ
على صفحةِ الماءِ الذي عادَ معتلا
أأخجَلَها رمْقُ الغريبِ فأطرقتْ
تصفِّفُ هُدْباً بالنَّدى باتَ مخْضَلا

وحامل شوقِ الوردِ للزهرِ خفيةً
رسولَ غرامٍ عاد بالعِطْر مبتلا
فماهي إلا نسمةٌ أو غرودةٌ
أتى بعدها ظبيُ الصدى يشتكي الإِلاَّ
أتى هدَّهُ لهو الصِّبا يسرقُ الخطا
تلفتَ في الأنحاءِ وانسابَ منْسلا
ويستفهمُ الأجواءَ حقاً أنا الذي
هناكَ أم الواشي ويرمُقُني ختلا
فهز نسيمٌ ظاهرَ الغصنِ فانحنى
رآني أناجي الزهرَ حقاً أرى؟ كلا
فأطرقَ محزوناً وأنَّ بلوعةٍ
تأملَ أخرى ثم في غضبٍ ولَّى

كلفت في الحب ما لاتستطيع - شعر

أيها الشــاعرُ هل مازلـتَ في حبها تنظمُ حباتٍ الدمــــــوعْ
أوما تنعمُ يومــــــــــــا واحداً بسلوٍ أو بشئٍ من هـــــــجوعْ
أوَلَمْ يكفِكَ مــــــــــــــنْها أنها نزعت حبَّكَ من بين الضلوع
أغلبُ الظنِّ صــــــديقي أنها كُلِّفتْ في الحبِّ ما لا تسـتطيع
فرمتْ عــــهدَك مِن أحلامها مثلَ رميِ المرءِ بالشئِ الوضـــيع
27/5/1427هـ

لم لا نهجر الحياة - شعر

لم لا نهجر الحياة إلى الموت
أليس المـــــــمات أهون حالا

قد بلونا هذي الــــــحياة فمــا
كــان سوى لـــذة الحياة محالا

كم حثثنا الخطى إلى الطهر حينا
ثم خـــــــــــضنا لدركه الأوحالا

أي طهر وأي درك لأمــــــر
حالما رمته استطار فحـــالا

إيه يا هالك السرى رب سـارٍ
شد في حتــــفه البعيد رحــالا

تنهيدة حب - شعر

لم أصارحْها إلى اليومِ ولا *** أحسنُ الألــفاظَ في ذا المــوقفِ
هي تدري وأنا أدري وقلـ *** ـبي بنــجوى غيرِها لم يهــتــفِ
كلما همـَّـــــتْ تناولتُ يداً *** من يديــــــها وتوســــلتُ قـــفي
ثم أطرقــتُ إلى أن تدَّعي *** حـــــــــاجةً تنــــقذها مِنْ شغفي
رعشةُ الحـسـنِ متى أجفله *** جارفُ الحـــــــــــبِّ بتيارٍ خفي
واختلاجاتُ جنونٍ عــارمٍ *** فجأةً يـــــــبدو وحينا يخــــتفي
هربتْ من صدرها تنهيدةٌ *** تشتكي وجدا بأحلى معـــــــزف
فصحا إذ ذاك في عمق الحشا *** من دفين الوجد ما لم أعرفِ
وإذا روحي التي أعرفها *** تنتشي حتى سرت من معــــطفي
عانقت عيناي عينيها فلم *** تنتــــــحي عني ولم تســـــتوقف
فتخطيت حدودي مرغماً *** فحـــــدودي عند ذا قد لا تـــــفي
نهضتْ والقيدُ منها في يَدي *** والجنى الداني شهيُ المقـطف
هرولتْ عني ثلاثاً لم تزِد *** ثم ألقت نـــــــــظرةً من مرهفِ
أيها الشــاعرُ حتَّام الهوى *** وبقلــــــــــبينا لظى لا تَنـــطفي
إنه الحــــــبُ تغنَّـــيتَ به *** أفلا أحظى به في أحــــــــــرفِ

27/5/1427هـ
.

٢٥.٥.٢٧

أي حب? - شعر

أعرفتَ الآن معنى الأصـــــدقاءْ* أيها المخدوعُ بالوهمِ الكبيرْ
دعكَ من جَرْعِ الأسى وانهـضْ فذي *قصةُ الدنيا وذا الدرسُ المريرْ

أي حبٍ يا رفاقَ الذكرياتْ* وعهودُ الحبِّ نسجُ العنـــكبوتْ
هزها نفحُ نسيمٍ عابثٍ* فهوى التذكارُ يابئـــــسَ النعوتْ

وسؤالٌ ساذجٌ في مسمـــــعي* كيف نحيا دون خلٍ أو صديقْ
دعك من ذا واحسبِ العمرَ الذي * سوف تقضيه طريحاً في الطريقْ

ثم هب أن الليالي ساعدتْ* ودفنَّا الأمـــــــسَ في سردابهِ
أفلا ترجِعُ دنــــــــيانا إلى * شأنِها في الصبِّ من أحبابهِ


قاتلي ها قد شفيتَ الغلَّ مِن* هيكلي فانهــــض وغيِّب سوأتي
وغرابٌ فوق فرعٍ حــــــائرٍ *يرسل النظرةَ إثرَ النــظرةِ
أيها الإنسانُ قد أتقنـــتها* كم تواري بعدها من جــــثةِ

أيها الكلبُ سقاءٌ فارغٌ *هاتِ فاحملْ فيه رِيِّاً للظـــــــماء
وارحمِ الأصحابَ قد أعطشهمْ* أنهم لم يعرفوا معــنى الوفــاء

لحن الزوال - شعر

أتحيا كما كنت ترجو أم ان * الحياة كما كنت ترجو محــال
وتسعد مثل سعـــيد بدنياك *أم أن دنيـاك لحــــــــــن الزوال
وتركض نحو الســـراب البعيد* وللأفق في ناظريك ظـلال
وتأمل ما ليـس يحصل حتى *أراك تؤمـــــــــل عمر الجبال

ألا أرحل ؟ - شعر

ألا أرحل ؟
ألا أنضم للماضي الذي تدعونه الفاني
ألا ألقي بروحي فوق زورق رحلتي الأول
وأمسك بالمجاديف التي سالت بأوزاني
إلى شط العنا الأجمل
وأحمل قلبي العاني
وأجري فوق موج كسر الذكرى
وصاغ قصائدي بحرا
رشيقاً ليس يحمل مثقلاً بالظلم والظلماء لا تحمل
وأركض خلف شطآني
أراهن موجتي أني سأحتضن الرمال وألثم الأترج والحنظل
وأسكب ما تبقى من هوىً قد كاد أن يذبل
وأطياف المساء تردد النجوى
وأنسام الصبا تنساب كالجدول
وأنغام المحبة لم تزل
تسري فلا تعجل
وزورق رحلتي يغفو على المرسى
تهدهده أكف الموج حتى كاد أن ينسى
بأنا راحلون
وإن أبينا الدهر أن نرحل
ألا أرحل
ألا أبكي على دهر مضى ببقية مني
وفرق ما جمعت على مدى المتروك من سني
واسترق السماع لعل صوتاً يبعث الأشواق
في كف من المخمل
يناديني
ويرسم لي على الأنغام جسراً نحو أوطاني
فأحمل أعظمي وأسير خلف حداءه الحاني
وأرمي هيكلي المكدود
بين ركام أعوامي
وأصنع من كثيب الزعفران وسادةً
عطرية الأرواح والمعنى
وأبصر أعين الياقوت ترمقني خلال الترب
شع بريقها فناً
وأرصفها حيالي أدعي عقداً
وأقذفها بنهر الشهد يسري دون ربوتنا
أبعثرها وأنتظر الزحام على مداخل موطني الأول
ألا أرحل؟

موعد .... - شعر

في صباح مشرق الأنوار
كان الموعد
وعلى الشاطئ
والأنسام تجري في المدى
وطيور البحر فوق الماء كالوشي النثيركقصاصات حرير
وأنا أقتات أشجاني سدى
خيبة تغسل آمالي
بأنغام الصدى
وسؤالات يسيرة
هي كالمحفوظ من شعر الصغار
وسط أشجاني الغزار
عن خيالات المصير
وسديم الهم لا ينبس
والوهم ركام
ونواحي الشاطئ الساجي كلام
أحرفي أضحت كتمثال قديم
ومعانيَّ ركام كالرميم
وأحاديث تدار
فوق جسر الصمت يغذوها الشعور ليس إلا
ثم تمضي كالطيور
ليس إلا ما ترى
ألأمر كان..؟ ماذا قد جرى ؟
أيها الجلاد مهلاً
قم بنا حان السرى

٢٤.٥.٢٧

قلم.. قلم

قلم .. قلم
أجل .. كان في هذه الزاوية قلم
سقط منه قبل يومين
كلا بل ربما أكثر
مد يدين مرتعشتين ، وحركها يمنة ويسرة خلال الأوراق المبعثرة
والتي لا تكاد من خلالها أن تبصر البساط الباهت

فتفرقت هنا وهناك
لكنه سحب يديه فجأة إثر وخزة مؤلمة أشبه ما تكون بلدغة عقرب
تأمل يده
في ضجر
وانتزع منها الدبوس
نظر باحثا عن ورقة يمكن استخدامها كضماد مؤقت
فعلبة المناديل قد فرغت منذ أسابيع..

ألقى بها غير عابئ
ونظر إلى علبة الأقلام.ذات المنظر البسيط اللطيف
قضبان معدنية منسوجة بالقصب واللحاء في تناسق حميم
تذكر أين أخذها
كان ذلك منذ زمن طويل
مع صديق قديم
لم يعد صديقا على أي حال
وأصبح ذلك قديما في الواقع

أحس بالحيرة
ولم تطاوعه نفسه أن يقوم من مقعده لشراء قلم
أو أن يستعير قلما
فيخرج من الحالة الذهنية ، ويفسد شلال الأفكار بقذى المجاملات والأسئلة
فقبع في مكانه يائسا متأملاً

مرت فترات طويلة على آخر مرة قام بها بترتيب أو تنظيف غرفته
لعلها عدة شهور
في عادة التنظيف
تعتبر هذه دهراً
ولكن .. ما الذي يهم

أوراق كثيرة مكدسة تحت ورقة ملونة كتب عليها القصائد الأخيرة
والمقالات التي كتبها شبح مرعب يشعره بالضيق كلما اقترب من ركنه الذي غدا كمقبرة
المنشفة التي يمسح بها وجهه كل صباح معلقة على زوايا النافذة في محاولة لسد ثقب كان يتسرب منه بصيص ضوء مشاكس
كثيرا ما يقلقه عندما يكتب.

منذ متى ؟
سبعة أشعر ...ثمانية ...رباه
إنها سنة
سنة كاملة
الزخارف الجدارية الرائعة التي صنعها بيديه قبل ست سنوات تحولت إلى جذاذ
والأسلاك المنبعثة من خلف الكمبيوتر أشبه بضفائر غجرية لم تغسلها منذ زمن
والغبار الغبار
العدو الملعون
يكسو كل شئ
وكأنه في مقبرة توت عنخ آمون
مع فارق بسيط
شئ من الإضاءة
اليسيرة
التي لم يعد الملك توت عنخ آمون بحاجة إليها

هناك ترتيب دقيق ومنظم أبقى كل شئ على حاله
ولم يحتج إلا لتعديلات يسيرة منذ أن رتب كل شئ
ولكن الزائر سيفاجأ بما يشبه الفوضى

أما النظافة فليست هناك على الحقيقة مشكلة مع النظافة
فكل ماهنالك أوراق وأقلام
وقصاصات
وأغلفة
وقشور هي" نتاج تسلية" كما يقول
وهكذا الشاعر حين يتفلسف
لا يبقى لشئ خصوصية
فخياله المجنح
يجعله يصمم عوالما ويضع لها قوانين
ويصنع منطقاً آخر غير منطق البشر

مع مرور الزمن ألف هذا الشتات المتآلف من الأشياء في غرفته
حتى الغبار
أحبه
وشعر أنه وما يغلفه
يعبر عن صداقة دامت لفترة
ربما أطول من صداقات كثيرة

القيم هنا لا تختلف
فالكتاب الذي تركه يتحدث عن الاقتصاد
لا يزال يتحدث عن الاقتصاد
لم تتغير أفكاره وعباراته ناهيك عن قيمه ومنطلقاته

والورقة التي سكب فيها جزءا من وجدانه
أو أشجانه
لم تزل تحملها حارة رطبة
مفعمة
حنونة
يشعر بها في كل حرف وسطر

كانت هناك مرآة في المكان
اشتراها بوحي من داخله
ولكنها الآن غير موجودة
فقد سقطت وانكسرت
كانت تضيف صديقا جديدا له
بل صديقين
فقد ألصق صورته على طرفها
واكتفى بصورته الحية على صفحتها
فكانوا ثلاثة
والثلاثة ركب
وكما يقال خير الرفقة ثلاثة

قفا نبكِ ــ
خليليَّ قوما ــ
صاحبيَّ انظراــ
تعالا إلى ــ
علللاني ــ

ولكن فجأة فقد اثنان منهم
وبقى واحد

بقي وحيداً
الشارب الكث بدأ يزحف على الشفتين
والشعر الأكرت انضم إلى بعضه في مجموعات
فعل القبائل المتنازعة بسبب عرق أو عقيدة
ولكنها ترضخ في النهاية لهيمنة اليد التي تمر
في ساعة ضجر لتعيد نظامه
لا لشئ إلا لمجرد الارتياح

هناك كومة أوراق مختلفة الأحجام
جمعها تحت مسمى مختارات ، أو قراءات
فوجئ بأنها تؤرخ بدقة لساعات شعر فيها فعلاً بالاشباع
أو النشوة
أو بلذة المعرفة

بل لقد أعاد بعضها إليه هذا الشعور
ولم يزل ولعه ببعضها حياً ثابتا

سريره مهجور بلا غطاء
فقد تعود النوم على الأرض
فقساوتها تشكل له تدليكا بطيئا " مساجا"
وتجبره على التقلب كل حين
فيشعر بلذة الاندماج في النوم أكثر من مرة
ويستأنف أحلاما سارة
أو يتخلص من أخرى مزعجة

لقد تراكمت أوراقه الملقاة
حتى لقد اقتربت من وسادة نومه
وزحفت ببطء عن يمينه

وليكن .. إذن
فماذا تحتوي تلك الأوراق
ماهي إلا أجزاء مشاعره
وقصاصات فكره
وشذرات من روحه
عاق عن إكمالها مزاج سئ
أو حقيقة مقيدة مانعة
أو تضخم الشعور لدرجة العزوف عن الاستمرار
فألقى بها بالجوار
ولكنه انتبه عند ذلك
هاتفا
قلم ...قلم

٢٣.٥.٢٧

كما تريدين

كانت تعلم أنها ضعيفة
ولذلك آثرتِ استخدام العنف، والتجهم..
جمال أخاذ
يسرح بالخيال
ولذلك تحجبت..

آه... ربما هناك أمر آخر
أخ غيور..يريد أن ينتقم من أخطاء العالم بتجريح جمال أخته الفاتن
وقبلت هي مكرهة بالدور

كانت تشعر بالضيق من زميلاتها اللائي يضحكن ملء أفواههن ومن زميلتها التي تناقش العملاء و الزملاء وتعترض وتتملق وتخجل ...

نعم تخجل.. كأي أنثى..حين تضطر للتصرف..
ذلك التصرف العفوي المقصود ..
أظنك تفهم قصدي

أما هي .. فما أن تميط اللثام عن وجهها
حتى تخفت الأصوات
وتقلق المحاجر
وتتلجلج الألسن
وربما انبعث التسبيح من فم عجوز بالجوار.

رباه
هل من الممكن أن يحدث هذا؟
أجل بل كثيراً ما يحدث
ولكن المرهق بالنسبة لها ، هو كيف يستمر هذا؟

لقد أصبح الجمال كابوساً يقض مضجعها،
بحيث صارت تنجذب تلقائيا لكل من لا يعيره- أي جمالها – اهتماما..

نظرت إليها نظرة أولى فلم أتبين ذلك الجمال
فقد سترت كل ما يمكن أن يدل عليه
وقبعت خلف طاولتها الأنيقة التي تحولت بعد لحظات إلى مجرد شئ ثانوي دخيل على اللوحة التي كونتها.
ولأن شعورها بالمشكلة كان قويا فقد انعكس على تصرفاتها
تماما كما نكتشف السارق من توتره
من مجرد النظر إلى طريقة مشيه وتناوبات تركيزه
بل نحدد في أي جيب وضع المسروق..!

رفعت بصرها إلي متسائلة
كانت عيناها بحق من أندر ما يمكن أن تراه طوال حياتك،
ففهمت تماما كل ما تعانيه
وما تسعى بتجهمها إليه
نظرَتْ متوقعة رد الفعل المعتاد
الذي أعدت له عدته

ساعدتها قليلاً
وأبديت لها كل ما تريد من لامبالاة
المشكلة أنها وبدلا عن أن تشكرني
حاولت أن تستخدمني ككبش فداء للموجودين
فضاعفت التجهم وعمدت إلى الضغط على الكلمات لدرجة الحدة والقسوة
حتى يرى من هم هنا مدى صرامة الآنسة
وحتى يحذروا من محاولة التلطف أو التودد

لم أكن أنتظر منها أن تكتب لي رسالة شكر
ولا أن تنتبه لي حتى
و لم أرض أبداً عن استثمارها للموقف بتلك الصورة الغير نزيهة

من المؤكد أن الضغط الواقع على ذهنها
جعلها لا تدرك ما وقعت فيه وما تحاول فعله
أو أنني مثلت الدور جيداً
لا أدري..

على أي حال فقد انبعثت بقية من لؤم كنت قد دفنتها في أعماقي دهراً
وردمتها بالمواعظ والحكم والآيات.وظهرت دفعة واحدة
فعزمت على أن أسترد إحساني ..

وفي لحظات معدودة
تظاهرت بالصفاقة الشديدة
ركبت لها مزيجا من البلادة والعي والضعف والحاجة..
استحضرت أمامي طفلاً رأيته في مكان لا أذكره
كان من ذلك النوع الذي لا ينسى
وأعتقد أنني لقنتها درساً لا ينسى

لن أسهب في شرح ما حدث
حاولَتِ استخدام الحدة حتى وصلت الحد الذي سيجمع حولها عددا أكبر من المحملقين والمعجبين
فتراجعت زافرة مضجرة في لحظة يأس
أعادتها لطبيعتها الأصلية
الرقيقة المهذبة العطوفة
وهنا اضطرت لأن تعيد وتعيد ، ما تقوله
وتتلطف وتحنو

فمضيت متعجباً من هؤلاء الذين يرفضون ما أعطوا من مواهب
ويتخلون عن الكمالات التي يجتهد آخرون في الحصول عليها
كمالات الخلق وجمال الروح ورقة الشعور

خطوت مبتعداً وأنا أسمعها تعيد الكرة مع زبون آخر " مسكين"
ويبدو أن درسي نسي فعلا

عينان - 1- يوميات

من الصعوبة بمكان أن تظهر لشخص انك لم تره ، لا أدري لماذا؟ ربما لأنني معبر إلى حد كبير في حركاتي وإيماءاتي ، ربما أو لعل ذلك لأنني كما يقول بعض الأصدقاء أهتم للآخرين وأراعي مشاعرهم ، أيضا ربما.... حدث كثيراً معي وربما أظنه يحدث معك ، الأعجب أنني قبل يومين صدف وأن قابلت أحدهم وحاولت تجنب الحديث معه ، الحقيقة أنه كان شخصا عزيزا ومحببا لي ، ولكنها صفة ألاحظها في نفسي انني عندما أكون منهمكا في التفكير في موضوع ما، تنطبع على محياي كل مشاعره ويتركز عمل حواسي جميعها في العمل عليه . حاولت تجنب الشخص واتضح أنه كذلك كان يقوم بنفس العمليه ، لقد كان لقاء العيون أشبه بعملية مداهمة لم تكن على بال لدرجة صمت كلانا لبرهة ، قبل أن يستعيد انتباهه ويبدأ في المجاملات المحفوظة ، حاول صديقي أن يفتح موضوعاً مهما كنوع من الاعتذار ، وإعادة توازن المصادفة. تجاوبت معه كالعادة أبدى ارتياحا مصطنعا سألته عن شئ آخر بعيد الصلة بهذا ثم حييته مرة أخرى ومضيت فتبعني وسألني عن شئ لم أفهم منه شئ، سحابة الإحراج تغلف المكان ، والمزاج غير مستعد لأي نقاش فيما سوى المعضلة التي تدور بذهني شعرت أنني مضطر للهرب ولكن الطريق واحد ، والمسافة طويلة نعم سأغير الطريق، دعوته لمنزلي فاعتذر بإحدى الحجج الجاهزة، ودعته ومضيت قصدت الطريق الآخر وليكن ما يكون إلا أنني فوجئت بما لم أكن أتوقعه شخص آخر لست مهيئا للقائه أظن أننا كنا نتزاور في يوم ما، بدأ النسيان يمحو كل موضوع أتخيل أنه يمكن أن نتكلم فيه سويا . حدثت أمور كثيرة ومرت أعياد ومناسبات ومآتم ولم يكن من المناسب أبداً مناقشة كل ذلك في هذا التوقيت البائس المهم أن صديقنا الجديد كان غارقا في أفكاره مما سمح لي بالمرور بجواره دون أن يشعر ابتعدت لخطوات ومن الواضح جدا للناظر أنني أحث الخطى لغاية غير بعيدة ولكن المشوار لنهاية الطريق كان طويلا ، استسلمت لقدري وسمحت لخيالي أن يجمع شتات موضوع مرن يسمح بالتجاذب والتعاطي في هذا الجو الراكد. أخيرا وصلت إلى نهاية الشارع وانحرفت نحو اليمين وبمجرد انعطافي فوجئت بـ..... يتبع

أنا وهي

لم أعرفها بقدر ما أعرفها اليوم ...
لم تكن تعطيني غير الحنان والحب
و لم أكن لها غير الحب العميق والحنان الصامت
عادة معظم الرجال
قد أكون مخطئا بنظر كل النساء
وبنظر بعض الرجال...
أيا كان فقد عرفت لاحقا أنني على صواب ...
فلم أكن أعرفها كما عرفتها لاحقا
لم يختلف حبي لها بل ازداد
ولكني اكتشفت أنها تختلف عني في العمق
هناك حيث نتخذ القرارات التي لا دليل عليها سوى ذواتنا
تراكم خبراتنا
احساسنا بالمستقبل...
الاختلاف لا يعني لا نحب بعضنا
ولكنه يشكل علاقتنا الحب بيننا
و الذي يعرفني عن قرب يعرف أنني من أكثر الناس تفهما لما هو مختلف عني
بصراحة ..أعتبره نظرة مختلفة للعالم
وتجربة تستحق أن أعيشها
تبدأ المشاكل عندما يحاول شريكي المختلف فرض رؤيته علي
أو على الآخرين
هنالك أتوقف...
المشكلة التي واجهتنا أنا وهي أنها لم تتفهم هذا الاختلاف
كنت أحتاج منها فقط إلى أن تتوقف عن ارسال مشاعر الخوف نحوي
ليس خوفي أنا
بل خوفها هي من مستقبل الاختلاف بيننا
قدمت لي الهدايا
تدرجت في قيمتها ما بين خدمة عادية ... إلى مقتنى ثمين
أرادت أن تحلق بعلاقتنا بسرعة
ولكنني تعودت أن أخطط للرحلة قبل أن أطير
لم اكن أحب المغامرة
ولم أعرف نفسي كذلك
أكره المفاجآت وأكثر من الأسئلة ...
الأسئلة التي لايسألها أحد
والتي لم أسمع أحدا يسألها من قبل
طلبت مني أن أهديها هدية
نبهتني إلى أنني مختلف...
وأنني أريد للعلاقة ان تبدأ بصورة رسمية
كانت تريد أن تعيش قصة حب...
لاحقا وبصورة غير مقصودة
عرفت أنها لم تكن تقول شيئا أو تخطو خطوة
إلا وكانت هناك تغييرات عميقة وأحداث هامة في حياتها
كانت تبحث عني ...
لم أكن كما تخيلت هي
كنت غبيا
وهكذا الرجال في الغالب
بينما المرأة تحسب كل شئ
أشعر بالذنب حيال كل موقف وقفت فيه بليدا ساكنا
كان المفترض ان أقول شيئا
إنها امرأة
وأنت رجل
المفترض أن تتحدث أنت
أن تعرض
وتكتفي هي بالإجابات الذكية المختصرة
نعم أو لا،
ربما،
لاشك ،
سافكر،
قل أنت ،
لكن ،......
من هذا القبيل
لم أكن أعرف كل هذا...
بصدق سامحيني
تعودت على تتبع الأفكار في كل ما يقال
أو البوح بالأفكار في كل ماأقول
وعشت في فترة من حياتي ...- وكنت مخطئا بلا ريب- أحتقر الحديث بالوجدان
وأعتبره إلغاء للعقل
حتى أدركت أن لاقيمة للعقل بدون الوجدان
وأن الوجدان يسد فراغات كثيرة لايمكن أن يملئها العقل
ولكن هل ساعد كل ذلك
أظن أنها كانت تحتاج إلى تجربة أوسع في الحياة
تجربة ما تطمئنها من ناحيتي
ولن أكون متطفلا على القدر أكثر من هذا
فلأدع كل شئ يجري حسب ما هو مكتوب
أشعر أنني لم أوضح لها عمن أريد
ولحسن الحظ أنني لم أفعل
هناك اشياء لا نصنعها بأنفسنا
إنها تحدث فحسب
ما الذي كونها
ما الذي صنعها
ماضينا الممتد
ولهذا فإنها أصدق شئ عنا
هل أحببتها فعلا؟
أجل.
هل ستكون شريك عمري؟
لاأظن.
هل أنا مخطئ؟
ربما.
هل أنا راض عن نفسي ؟
لا

أحبتني - شعر


صدفة مرت بي اليوم ، لم أحسب لها أي حساب ، تطفلت على عالمي ،تطفل العطر على حواسك في ساعة قيظ وضيق ، عبيره وبرودته، صفاءه ورقته .
بحثت لها عن متسع في عالمي المقفر ، فلما لم أجد لها مكاناً ، فاعتذرت لها ومضيت
فتشكلت قصيدة..
أحبتني..
أحبتني برغم تجهمي وقساوة النظره
ورغم رثاثتي وقفت
وألقت في فضاء خياليَ الأوهامَ عن همسٍ بلا فكره
أثارت حالِما في عالمٍ تطفو به الآلامُ
في بحر من الأسقامِ
لم تُعهدْ به الأحلامُ
عن شهدٍ وعن زهره
وعن نهرٍ وعن قطره..
أحبتني برغم ترددي في موقف اللقيا
هراءٌ ما الذي أوحى لها بالوجد في صوتي؟!!
ألم أجهد بألا أسألَ الأيامَ غيرَ مساحة الفكرِ
وأن أبقى نديماً للظلامِ وربةِ الشعرِ
إلى أن يُرتأى موتي..
أحبتني..
أحست من هجوع تأملي أني بلا خلِّ
وأني لا أبالي كيفما وجهتُ ما حلِّي
ولكن السؤال يظل يُجهدني
لماذا حادثت عيني عيناها هوى في غمرة الكل ؟
لصوتي
أم من النظرات من عيني
وما أوحيت من خطوي
.. وما أبديت من لبسي؟
وإعراضي
وبوحِ الحزن من نفسي
وكيف أصوغ أفكاري
وكيف أبينُ عن نفسي؟
أكنت كتبتُ من شئٍ؟ ورسمُ الخط قد أوحى لها بالسعد من نحسي
وأني فارس الحلم القديم أتى لها متنكراً في حلة البؤسٍ
وأني .. لاأظن بأنها ظنت بأني...لاأظن لقد زهتْ نفسي
أتتركني لأتركَها صديقي ..
قد غويتَ ألا انتبه
حقاً ... أأبسم للحياة ومُرِّها يوما، لأن جميلةً حسناءَ قالت عينُها يومَ التقينا أنَّها ظناً
أحبتني
.

عالمي ملكي - شعر

عالمي ملْكي
لا تعاتبني فعيــشي عتبُ * كل ما أبغيهِ نيلاً نصبُ
أمتطي اللأواءَ كي أعبرَها * هي مني والنهى مضطرب
الأمـــانيُّ محالٌ ثائرٌ* دأبُها فيَّ الـــــنوى والهرب
ومعانيَّ بيانٌ غامضٌ * ملغزٌ منبهمٌ مقتـــــــــضب
همتي مقهــورةٌ وهي على * نُوبِ الأيـامِ فيـها تثب
عالمي دوامـةٌ من صورٍ* وخيــــالي بائسٌ مكتئب
ليس لي منه سوى ذاكرةٍ * فقـدت جلَّ الذي تطَّلِب
شاخَ منها أملٌ فالتمستْ * ظنَّها والظنُّ منه الكذب
ناسكٌ لا يرعوي عن لذةٍ * كلما أدنته منها القرب
نسجته العمرَ وحدانيةٌ * فبدا من راحتيهِ العـــجب
ساهمٌ يسبح في تسبيحه * باسمٌ وجدانُه منتــــــحب
لو تأملتَ التي تأملُها * لتولى عن هواكَ الطـــلب
حفنةٌ فرَّقها نفحُ صبا * ليس إلا مرُّها المنســـرب
عالمي ملْكي وليست لغتي * غيرَ أنـفاسٍ أسىً تضطرب
فإذا أفصحَ عني كلِمٌ * فهو تذكــاري الذي أنتـخب
وهو ما فاضَ من الروحِ التي * خُلقتْ لا يعـتريها كذب
أعشق الغربةَ لا تعتبْ ففي * عالمي لا يـبـأسُ المغتربُ
7/2/1427هـ.

البحر في جدة - شعر

للبحرِ عندَ الفجرِ إشراقةٌ * تريكَ أبهى ما يُرى في الوجــودْ
فالهمسُ يجري مع نسيم جرى * كلمسةِ الخِل الحبيب الودود
تستنشق الأنـــسام مبتلةً * مــثقلةً بالســـحر سحر الخــــــلود
كأنما الأنحاء أرجوحة * وهي مدى الدهر لأعلى صَـــــعود
العين لا تثبت في نظرة * إلا ويلهيها مثارٌ جــــــــــــــــــديد
ولعبة الأمواج لا تنتهي * في مسمع يسري كأحــــــلى نشيد
نرشف حلواً والمدى مالحٌ * من شفة البحر الفسيح المديــــد
يا جدة البسمة ياشــاطئاً * تذكــــــــــاره عندي جمـال وحيد

هل يعلمون - شعر

هل يعلمونَ
بما يدور بخاطري هل يشعرون؟
هل يُطلق الحسُ المكبلُ بالصورْ
هل يحفلون بما هنا..
هل يحفلون بما يهز محاجري عند السكون
هل يدركونَ الأمرَ خلفَ سحابةِ الحزنِ
التي يتأملونْ؟
هل يجروؤنَ على توقعِ ما تخبئُ نظرتي في الكائناتِ
وما تراه عسى يكون؟
وتساؤلي عن هامشياتِ الحياةِ
كعابثٍ يلهو
كطفلٍ جاهلٍ كسفيهِ رأيٍ
ثم أصمتُ لا أُبين
صورٌ مزورةٌ تُداري خلفَها شتى الصورْ
وخلالَ عشوائيةِ الألوانِ تنتظرُ الفِكَرْ
وتظل تختلسُ النظرْ
كيما تحيدَ عن العيون ..
هل فيهمُ من يستشفُ خلالَ ما
يتحدثُ الرمزُ الضنين
أم أنها خطراتُ روحٍ لم تُخلَّقْ بعدُ في الأيامِ فلتخمدْ لِحينْ
أم أنَّها.. قد عُدتُ أصمتُ لا أُبينْ
السائلونَ تفرقوا
والباحثون تناثروا
والناظرون الأمرَ من أمرٍ بدا يتطايرون
وأنا لأمرٍ ما بدأتُ أفضِّلُ الصمتَ الطويلَ
على السؤالِ كعابثٍ يلهو
كطفلٍ جاهلٍ
كسفيهِ رأيٍ كلَّ حينْ
فردمتُ أسئلتي فما عادتْ بهم تُجدي
وقد آنستُ من نفسي ارتياحاً للسكون
لكنني مازلتُ أسألُ ..
هل تراهم يعلمون ؟