الشاعر

أنـا المحلق وحدي في عالم من شـجون لا أستطيب مقاما ولا أطيق الركون وفي الفضاء لعيني طيوف حلـم رهين بدت لعيني أراها كجنة من فتون

١٩.٦.٠٦

عينان - 1- يوميات

من الصعوبة بمكان أن تظهر لشخص انك لم تره ، لا أدري لماذا؟ ربما لأنني معبر إلى حد كبير في حركاتي وإيماءاتي ، ربما أو لعل ذلك لأنني كما يقول بعض الأصدقاء أهتم للآخرين وأراعي مشاعرهم ، أيضا ربما.... حدث كثيراً معي وربما أظنه يحدث معك ، الأعجب أنني قبل يومين صدف وأن قابلت أحدهم وحاولت تجنب الحديث معه ، الحقيقة أنه كان شخصا عزيزا ومحببا لي ، ولكنها صفة ألاحظها في نفسي انني عندما أكون منهمكا في التفكير في موضوع ما، تنطبع على محياي كل مشاعره ويتركز عمل حواسي جميعها في العمل عليه . حاولت تجنب الشخص واتضح أنه كذلك كان يقوم بنفس العمليه ، لقد كان لقاء العيون أشبه بعملية مداهمة لم تكن على بال لدرجة صمت كلانا لبرهة ، قبل أن يستعيد انتباهه ويبدأ في المجاملات المحفوظة ، حاول صديقي أن يفتح موضوعاً مهما كنوع من الاعتذار ، وإعادة توازن المصادفة. تجاوبت معه كالعادة أبدى ارتياحا مصطنعا سألته عن شئ آخر بعيد الصلة بهذا ثم حييته مرة أخرى ومضيت فتبعني وسألني عن شئ لم أفهم منه شئ، سحابة الإحراج تغلف المكان ، والمزاج غير مستعد لأي نقاش فيما سوى المعضلة التي تدور بذهني شعرت أنني مضطر للهرب ولكن الطريق واحد ، والمسافة طويلة نعم سأغير الطريق، دعوته لمنزلي فاعتذر بإحدى الحجج الجاهزة، ودعته ومضيت قصدت الطريق الآخر وليكن ما يكون إلا أنني فوجئت بما لم أكن أتوقعه شخص آخر لست مهيئا للقائه أظن أننا كنا نتزاور في يوم ما، بدأ النسيان يمحو كل موضوع أتخيل أنه يمكن أن نتكلم فيه سويا . حدثت أمور كثيرة ومرت أعياد ومناسبات ومآتم ولم يكن من المناسب أبداً مناقشة كل ذلك في هذا التوقيت البائس المهم أن صديقنا الجديد كان غارقا في أفكاره مما سمح لي بالمرور بجواره دون أن يشعر ابتعدت لخطوات ومن الواضح جدا للناظر أنني أحث الخطى لغاية غير بعيدة ولكن المشوار لنهاية الطريق كان طويلا ، استسلمت لقدري وسمحت لخيالي أن يجمع شتات موضوع مرن يسمح بالتجاذب والتعاطي في هذا الجو الراكد. أخيرا وصلت إلى نهاية الشارع وانحرفت نحو اليمين وبمجرد انعطافي فوجئت بـ..... يتبع