قلم.. قلم
قلم .. قلم
أجل .. كان في هذه الزاوية قلم
سقط منه قبل يومين
كلا بل ربما أكثر
مد يدين مرتعشتين ، وحركها يمنة ويسرة خلال الأوراق المبعثرة
والتي لا تكاد من خلالها أن تبصر البساط الباهت
فتفرقت هنا وهناك
لكنه سحب يديه فجأة إثر وخزة مؤلمة أشبه ما تكون بلدغة عقرب
تأمل يده
في ضجر
وانتزع منها الدبوس
نظر باحثا عن ورقة يمكن استخدامها كضماد مؤقت
فعلبة المناديل قد فرغت منذ أسابيع..
ألقى بها غير عابئ
ونظر إلى علبة الأقلام.ذات المنظر البسيط اللطيف
قضبان معدنية منسوجة بالقصب واللحاء في تناسق حميم
تذكر أين أخذها
كان ذلك منذ زمن طويل
مع صديق قديم
لم يعد صديقا على أي حال
وأصبح ذلك قديما في الواقع
أحس بالحيرة
ولم تطاوعه نفسه أن يقوم من مقعده لشراء قلم
أو أن يستعير قلما
فيخرج من الحالة الذهنية ، ويفسد شلال الأفكار بقذى المجاملات والأسئلة
فقبع في مكانه يائسا متأملاً
مرت فترات طويلة على آخر مرة قام بها بترتيب أو تنظيف غرفته
لعلها عدة شهور
في عادة التنظيف
تعتبر هذه دهراً
ولكن .. ما الذي يهم
أوراق كثيرة مكدسة تحت ورقة ملونة كتب عليها القصائد الأخيرة
والمقالات التي كتبها شبح مرعب يشعره بالضيق كلما اقترب من ركنه الذي غدا كمقبرة
المنشفة التي يمسح بها وجهه كل صباح معلقة على زوايا النافذة في محاولة لسد ثقب كان يتسرب منه بصيص ضوء مشاكس
كثيرا ما يقلقه عندما يكتب.
منذ متى ؟
سبعة أشعر ...ثمانية ...رباه
إنها سنة
سنة كاملة
الزخارف الجدارية الرائعة التي صنعها بيديه قبل ست سنوات تحولت إلى جذاذ
والأسلاك المنبعثة من خلف الكمبيوتر أشبه بضفائر غجرية لم تغسلها منذ زمن
والغبار الغبار
العدو الملعون
يكسو كل شئ
وكأنه في مقبرة توت عنخ آمون
مع فارق بسيط
شئ من الإضاءة
اليسيرة
التي لم يعد الملك توت عنخ آمون بحاجة إليها
هناك ترتيب دقيق ومنظم أبقى كل شئ على حاله
ولم يحتج إلا لتعديلات يسيرة منذ أن رتب كل شئ
ولكن الزائر سيفاجأ بما يشبه الفوضى
أما النظافة فليست هناك على الحقيقة مشكلة مع النظافة
فكل ماهنالك أوراق وأقلام
وقصاصات
وأغلفة
وقشور هي" نتاج تسلية" كما يقول
وهكذا الشاعر حين يتفلسف
لا يبقى لشئ خصوصية
فخياله المجنح
يجعله يصمم عوالما ويضع لها قوانين
ويصنع منطقاً آخر غير منطق البشر
مع مرور الزمن ألف هذا الشتات المتآلف من الأشياء في غرفته
حتى الغبار
أحبه
وشعر أنه وما يغلفه
يعبر عن صداقة دامت لفترة
ربما أطول من صداقات كثيرة
القيم هنا لا تختلف
فالكتاب الذي تركه يتحدث عن الاقتصاد
لا يزال يتحدث عن الاقتصاد
لم تتغير أفكاره وعباراته ناهيك عن قيمه ومنطلقاته
والورقة التي سكب فيها جزءا من وجدانه
أو أشجانه
لم تزل تحملها حارة رطبة
مفعمة
حنونة
يشعر بها في كل حرف وسطر
كانت هناك مرآة في المكان
اشتراها بوحي من داخله
ولكنها الآن غير موجودة
فقد سقطت وانكسرت
كانت تضيف صديقا جديدا له
بل صديقين
فقد ألصق صورته على طرفها
واكتفى بصورته الحية على صفحتها
فكانوا ثلاثة
والثلاثة ركب
وكما يقال خير الرفقة ثلاثة
قفا نبكِ ــ
خليليَّ قوما ــ
صاحبيَّ انظراــ
تعالا إلى ــ
علللاني ــ
ولكن فجأة فقد اثنان منهم
وبقى واحد
بقي وحيداً
الشارب الكث بدأ يزحف على الشفتين
والشعر الأكرت انضم إلى بعضه في مجموعات
فعل القبائل المتنازعة بسبب عرق أو عقيدة
ولكنها ترضخ في النهاية لهيمنة اليد التي تمر
في ساعة ضجر لتعيد نظامه
لا لشئ إلا لمجرد الارتياح
هناك كومة أوراق مختلفة الأحجام
جمعها تحت مسمى مختارات ، أو قراءات
فوجئ بأنها تؤرخ بدقة لساعات شعر فيها فعلاً بالاشباع
أو النشوة
أو بلذة المعرفة
بل لقد أعاد بعضها إليه هذا الشعور
ولم يزل ولعه ببعضها حياً ثابتا
سريره مهجور بلا غطاء
فقد تعود النوم على الأرض
فقساوتها تشكل له تدليكا بطيئا " مساجا"
وتجبره على التقلب كل حين
فيشعر بلذة الاندماج في النوم أكثر من مرة
ويستأنف أحلاما سارة
أو يتخلص من أخرى مزعجة
لقد تراكمت أوراقه الملقاة
حتى لقد اقتربت من وسادة نومه
وزحفت ببطء عن يمينه
وليكن .. إذن
فماذا تحتوي تلك الأوراق
ماهي إلا أجزاء مشاعره
وقصاصات فكره
وشذرات من روحه
عاق عن إكمالها مزاج سئ
أو حقيقة مقيدة مانعة
أو تضخم الشعور لدرجة العزوف عن الاستمرار
فألقى بها بالجوار
ولكنه انتبه عند ذلك
هاتفا
قلم ...قلم
أجل .. كان في هذه الزاوية قلم
سقط منه قبل يومين
كلا بل ربما أكثر
مد يدين مرتعشتين ، وحركها يمنة ويسرة خلال الأوراق المبعثرة
والتي لا تكاد من خلالها أن تبصر البساط الباهت
فتفرقت هنا وهناك
لكنه سحب يديه فجأة إثر وخزة مؤلمة أشبه ما تكون بلدغة عقرب
تأمل يده
في ضجر
وانتزع منها الدبوس
نظر باحثا عن ورقة يمكن استخدامها كضماد مؤقت
فعلبة المناديل قد فرغت منذ أسابيع..
ألقى بها غير عابئ
ونظر إلى علبة الأقلام.ذات المنظر البسيط اللطيف
قضبان معدنية منسوجة بالقصب واللحاء في تناسق حميم
تذكر أين أخذها
كان ذلك منذ زمن طويل
مع صديق قديم
لم يعد صديقا على أي حال
وأصبح ذلك قديما في الواقع
أحس بالحيرة
ولم تطاوعه نفسه أن يقوم من مقعده لشراء قلم
أو أن يستعير قلما
فيخرج من الحالة الذهنية ، ويفسد شلال الأفكار بقذى المجاملات والأسئلة
فقبع في مكانه يائسا متأملاً
مرت فترات طويلة على آخر مرة قام بها بترتيب أو تنظيف غرفته
لعلها عدة شهور
في عادة التنظيف
تعتبر هذه دهراً
ولكن .. ما الذي يهم
أوراق كثيرة مكدسة تحت ورقة ملونة كتب عليها القصائد الأخيرة
والمقالات التي كتبها شبح مرعب يشعره بالضيق كلما اقترب من ركنه الذي غدا كمقبرة
المنشفة التي يمسح بها وجهه كل صباح معلقة على زوايا النافذة في محاولة لسد ثقب كان يتسرب منه بصيص ضوء مشاكس
كثيرا ما يقلقه عندما يكتب.
منذ متى ؟
سبعة أشعر ...ثمانية ...رباه
إنها سنة
سنة كاملة
الزخارف الجدارية الرائعة التي صنعها بيديه قبل ست سنوات تحولت إلى جذاذ
والأسلاك المنبعثة من خلف الكمبيوتر أشبه بضفائر غجرية لم تغسلها منذ زمن
والغبار الغبار
العدو الملعون
يكسو كل شئ
وكأنه في مقبرة توت عنخ آمون
مع فارق بسيط
شئ من الإضاءة
اليسيرة
التي لم يعد الملك توت عنخ آمون بحاجة إليها
هناك ترتيب دقيق ومنظم أبقى كل شئ على حاله
ولم يحتج إلا لتعديلات يسيرة منذ أن رتب كل شئ
ولكن الزائر سيفاجأ بما يشبه الفوضى
أما النظافة فليست هناك على الحقيقة مشكلة مع النظافة
فكل ماهنالك أوراق وأقلام
وقصاصات
وأغلفة
وقشور هي" نتاج تسلية" كما يقول
وهكذا الشاعر حين يتفلسف
لا يبقى لشئ خصوصية
فخياله المجنح
يجعله يصمم عوالما ويضع لها قوانين
ويصنع منطقاً آخر غير منطق البشر
مع مرور الزمن ألف هذا الشتات المتآلف من الأشياء في غرفته
حتى الغبار
أحبه
وشعر أنه وما يغلفه
يعبر عن صداقة دامت لفترة
ربما أطول من صداقات كثيرة
القيم هنا لا تختلف
فالكتاب الذي تركه يتحدث عن الاقتصاد
لا يزال يتحدث عن الاقتصاد
لم تتغير أفكاره وعباراته ناهيك عن قيمه ومنطلقاته
والورقة التي سكب فيها جزءا من وجدانه
أو أشجانه
لم تزل تحملها حارة رطبة
مفعمة
حنونة
يشعر بها في كل حرف وسطر
كانت هناك مرآة في المكان
اشتراها بوحي من داخله
ولكنها الآن غير موجودة
فقد سقطت وانكسرت
كانت تضيف صديقا جديدا له
بل صديقين
فقد ألصق صورته على طرفها
واكتفى بصورته الحية على صفحتها
فكانوا ثلاثة
والثلاثة ركب
وكما يقال خير الرفقة ثلاثة
قفا نبكِ ــ
خليليَّ قوما ــ
صاحبيَّ انظراــ
تعالا إلى ــ
علللاني ــ
ولكن فجأة فقد اثنان منهم
وبقى واحد
بقي وحيداً
الشارب الكث بدأ يزحف على الشفتين
والشعر الأكرت انضم إلى بعضه في مجموعات
فعل القبائل المتنازعة بسبب عرق أو عقيدة
ولكنها ترضخ في النهاية لهيمنة اليد التي تمر
في ساعة ضجر لتعيد نظامه
لا لشئ إلا لمجرد الارتياح
هناك كومة أوراق مختلفة الأحجام
جمعها تحت مسمى مختارات ، أو قراءات
فوجئ بأنها تؤرخ بدقة لساعات شعر فيها فعلاً بالاشباع
أو النشوة
أو بلذة المعرفة
بل لقد أعاد بعضها إليه هذا الشعور
ولم يزل ولعه ببعضها حياً ثابتا
سريره مهجور بلا غطاء
فقد تعود النوم على الأرض
فقساوتها تشكل له تدليكا بطيئا " مساجا"
وتجبره على التقلب كل حين
فيشعر بلذة الاندماج في النوم أكثر من مرة
ويستأنف أحلاما سارة
أو يتخلص من أخرى مزعجة
لقد تراكمت أوراقه الملقاة
حتى لقد اقتربت من وسادة نومه
وزحفت ببطء عن يمينه
وليكن .. إذن
فماذا تحتوي تلك الأوراق
ماهي إلا أجزاء مشاعره
وقصاصات فكره
وشذرات من روحه
عاق عن إكمالها مزاج سئ
أو حقيقة مقيدة مانعة
أو تضخم الشعور لدرجة العزوف عن الاستمرار
فألقى بها بالجوار
ولكنه انتبه عند ذلك
هاتفا
قلم ...قلم
0 Comments:
إرسال تعليق
<< Home