الشاعر

أنـا المحلق وحدي في عالم من شـجون لا أستطيب مقاما ولا أطيق الركون وفي الفضاء لعيني طيوف حلـم رهين بدت لعيني أراها كجنة من فتون

٣.٥.٣١

يوم غرقت عروس البحر الحمر

لمُسنَّةٍ تبكي العشيةَ دمعةَ الحزنِ المريرِ تعيدُها

ركعتْ تفتشُ في القمامةِ عن رفاتِ وليدِها

خرجَ الفتى في صبحِ يومٍ لن يعودْ

في كفهِ فاتورةُ يسعى إلى تسديدها

مرتْ دقائقُ

ثم زمجرتِ الرعودْ

وتمرُّ ساعاتٌ وويلاتٌ

وتنطفئُ الوعودْ

...

أتُرى يعود؟

أترى يعودُ صباحُ يومِ الثامنِ المدفونِ في كهفِ الخلودْ

أم أنها ذكرى لجدةَ لاتعودْ

ولاتجددُها السحائبُ في السماء

تعيدُها أصواتُ وقْعِ الماءِ

تنثُرها البواكي فوقَ أشلاءِ المساءِ

تُلحُّ في تأكيدِها

آثارُ طينٍ عالقٍ مذَّاكَ في جنبِ الحذاء

ويدَّعيها ما استجدَ مِنَ البناء

وما تَساقطَ بالجوار

ماذلكَ الخطُ الرفيعُ الباهتُ الذاوي عى جنب الجدارْ

خطٌ تراهُ بكل ناحيةٍ

ولايمحوهُ لونٌ أو إطارْ

خطُ المصير

أو شئتَ خطَ الانهيار

تراجعتْ عنهُ المياهُ عشيةً

في لحظةٍ وقف الزمانُ أمامها فزعاً

فلم يقدر على تحديدها

أتراهُ يجرؤ بعدها يوماً على تجديدها

يا جِدّةَ البحرِ العظيم

خفتِ انقضاض البحر

لكنّ السحابّ هوَ الغريمْ

شوقي لها لا يحتمل

شوقي لها لا يُحتملْ

أهديتُها كــلَّ الأمـــلْ

أقرأتُها كــل الـجمــل

***

رقصتْ على قيثارتي

أحيَتْ ترانيمي الأُوَلْ

عزَفَتْ بلحنٍ متَّصِل

***

ملأتْ خيالي نــــشوةً

فبلغْتُ أنأَى ما وَصَل

جاوزتُ أسوارَ الأمـــل

***

أغفو على نَغَماتِها

نشوى تعـثَّرُ بالجُمَل

غمَرَتْ كياني بالقُبَل

***

وأهيمُ في أوهـامـها

في أيِّ أرضٍ حـلَّقَـتْ

أنَّى مشتْ أقدامُها

فهوَ المزارُ هوَ المـحل

***

لكأنَّها أسطـــــــــــورةٌ

أذِنتْ بها لي الأمنـــيـاتْ

ريحانةٌ مسحــــــــــــورةٌ

هزمتْ ســـتارَ الذكريات

نسجتْه مِن أبهى الحُلَل

***

خَلَقَتْ لـــروحي جــــنّةً

هيَ لي وليسَ بها سـوايْ

ما كلَّفـــــتْني أنَّــــــــــةً

أو أجهدتْنــي في رَجَـــاي

هيمــــــان في أرجــــائِها

وأظل تلمـــسُها يــــداي

وأظلُّ أعــجبُ كيف كان

مغيَّبـــــاً عنها هـــــواي

أبداً أريد الخـــــلدَ فــــــيـ

ـها فهي مِنّي مِن مُنــاي

***

فلها الأمـــــاني والأمــــل

مشفوعةً بنــــدى القُبَل

أأحبُّها حــــــقا؟ أجـــــلْ

جدة

نَطقتْ جِدةُ في حُلُمي يا ولــدي

كيفَ لا تَذكرُني درَّةً في بَلَـــــدي

وجَرتْ أدمُعُها قطراتٍ بيـــدي

أدمعٌ لكنـــها جمرةٌ في كَبِدي