الشاعر

أنـا المحلق وحدي في عالم من شـجون لا أستطيب مقاما ولا أطيق الركون وفي الفضاء لعيني طيوف حلـم رهين بدت لعيني أراها كجنة من فتون

٢٧.٥.٠٧

ما أقساها

عبثا قلتُ سوفَ أنسى هواها أينَ عزمي تملَّكتْه يداها
بيديها مشاعري كيفَ شاءتْ بلغتْ مِن لهيبها أقصاها
جعلتني أخاصمُ الدهرَ فيها كيفَ لم يُلقِني بدربِ خُطاها
ولقد كنتُ لا أبالي بما قدْ كانَ أو مايكونُ مِن دنياها
عجباً صرت أمقتُ الوقتَ يمضي هامساً قد أعودُ دون لقاها
رحمةُ الانتظار خيرٌ من اليأ سِ وإنْ لم تَعد تنال رضاها
والشعور المرير حين تَوَارى والشعور الحبيب حين أراها
كيفما سرتُ لاح لي طيفُها السا حرُ وانتابني مسيس رؤاها
كلُ مغنىً حلمتُ فيه بسعدي مترعٌ بالخيالِِ مِن ذكراها
وعلى الشاطئِ الذي كنتُ أُهديـ ـهِ همومي تشير لي عيناها
عبثاً أمتطي المصاعبَ أستنقذُ روحي وأستدرُّ قواها
لم أنلْ غيرَ بسمةٍ بعثتْها إذْ رأتْني ألحُّ في لقياها
لستُ أدري أبسمةُ الرائفِ الراحمِ أم بسمةُ المنيع هواها؟
أوَ تلهو أم انها تتلهى بفؤادي أَنْ كنتُ مِن قتلاها
لو رأتْ أن تعيدَ للخلدِ روحي لا أبالي إذاً بما آذاها
!إنما تعلنُ القطيعةَ والهجرَ وتبدي الصدودَ، ما أقساها
غابتِ الأمنياتُ عن أُفُقِ الأرواحِ واستأثرَ الردى بمُناها
غيرَ لقيا الحبيبِ لو أذنَ الدهرُ ليمحى عنِ النفوسِ أساها

! فتنة

فُتن الناسُ بما لاحَ لهمْ قدروا بالجمعِ رزقاً أوسعاً
فتبلَّغ بقليلٍ واتخذْ عن حطامِ الناسِ شأناً أرفعا
لا تغرنَّك في زخرفها إنها تَفنى وأهلوها معا
وإذا ضاقتْ بكَ الحالُ فكنْ مثلَ عبدٍ قامَ صلَّى فدعا
دعك مما ليس يغني حِمْله وسقاكَ الذلَّ سماً أنقعا
عفَّ عما في يدِ الناس تجدْ نائلَ النعمى قنوعاً أورعا
وارضَ بالعيشِ الذي قدَّره حكَمٌ عدلٌ وكنْ عبداً وَعى
أن أخراهُ هي العقبى ( وَأَنْ لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى

هاجس من خوف



الخوف شعور لا يجب أن نخشى من البوح به
لأنه في بعض الأحيان
إلزام بإعطاء الأمان



أخشى السحابَ
لأنه متحكمٌ بمشاعريْ
يأتي يمرُّ كما يشاءُ
يحدد اللقيا صباحاً أو مساءً
يَعْبرُ الوادي يحدقُ في المدينةِ
ربما يلقي لناحيةٍ بماءْ

أخشى السحابَ
يجدد اللقيا يظل يجدد اللقيا يظل يعود ثم يعود لكن ربما يأتي الجواب خلافَ ما كان الدعاء

أخشى السحابَ
أحبه
أخشاه
حين أحبه
لم لا
وفيه حياةُ أرضي والنماء
وفيه ري القلبِ
ري فؤادي المسكون بالأشباحِ أشباح الصدى
المتفرقاتِ إذِ امتلأن
بريه الصافي
كوِرْدٍ مستطاب

طالما أدركت ذاكَ
أحبه لم لا
أليس يبث في أعماقيَ الأملَ القديمَ
يعيد لي تيارَ صبرٍ غاضَ
يبعث فيَّ روحاً
يُطْلِقُ الآمالَ
يشفي الجرحَ
يستدعي مِن الذكرى الأماني
أجملَ اللحظاتِ يحييها
ويملِكُ أن يجددَ مِن رؤاها ما يشاء

أحبهُ
لم يعرفِ القلبُ السعادةَ
لم يجربْها
أظنُّ ، ولم يشاهِدها
ولكنْ قد رآها في السماء
بصفحةٍ بيضاءَ
في مرِّ السحابة
في انعكاس أرقِ معنىً
في اهتزازِ الأرضِ من فرحٍ
بوقعِ القطرِ
في كفيَّ
حباتٍ على وجهيْ على صدريْ
على قدميَّ
أجثو بابتهالٍ
أستجرُّ مشاعراً ممزوجةً بمناظرٍ
تمحو مدونةَ العناء

سحابة أبداً وإن لم تمطرِ الأيامَ والأعوامَ
لكنَّ السحابَ هو السحابُ
لرحمةٍ وُجدتْ
لظمآنٍ
لميْتٍ آن أن يحيا
لغسلِ خطيئةٍ
لغدٍ سنيٍّ
للحياة

ستمطرينَ إذنْ
أراهنُ
تمطرينَ
غداً
أراهنُ
يا سحاب

جدد حياة المجد

شدوا العزائم َللغدِ فالفجرُ أجملُ موعدِ
تحيا به الأرواحُ في عيشِ النعيم الأرغد
بعزيمةٍ كالنور يسطع في جبينِ الفرقد
كالصبحِ يشرق في غيابا تِ الظلام الأسود
يا فارسَ الشجعانِ من جند الرسولِ الأمجد
صمِّم فروحُكَ يا فتى أملُ الضمير المجهد
واعزم فقلبكَ لم يزل حيا بهدي محمد
وارفع لواءَ كرامةٍ نسجته كفَُ موحِّد
أرِنا الشجاعةَ في قرارٍ لا يلينُ لُموعِد
امسك بحبل الله معتصما بربك تسعدِ
جدد حياة المجد قرِّرْ ضعْ يمينَك في يدي
تلك البطولةُ يافتيَّ العزمِ يا أملَ الغدِ
ليس الذي طلب الحياة ونالها بمخلَّد

صِلة الروح



لقصيدةٍ كُتبتْ لكي تتعرفينَ إليَّ

بالكلماتِ
باللفظِ الغنيِّ
بلمسةِ المعنى
برفقٍ شاعريٍّ مُترعٍ باللونِ
مشبوبٍ بوقدٍ عنتريٍّ
مفعمٍ بالوجدِ ريان النواحي هائم في عالَم يغفو على عَزف لطيف
من صبيٍّ مَشرقيِّ الصدغِ مشدودِ الجبينِ
بنظرةٍ تستبصرُ الحُجُبَ التي تضعينَ والأستارَ والأنوارَ والظلماتِ
تخترقُ المهاجعَ حيثُ تستلقينَ شاردةَ الخيالِ
تفكرينَ تفكرينْ
بغفوةٍ الحلُمِ التي راودْتُها لأزورَ أخيلةَ ادكارِكِ
علني أُلقي خلالَ مزارها المشهودِ بعضاً من قرابين المودةِ
علها تحظى بقربٍ
علها تُختار فيما يصطفيه خيالُ يومِك
حينما تستيقظينْ

برجفةٍ
كمهابةِ المسكين في ديوان وهابٍ
تَلَجلجَ حينما أَذِنَتْ له الأسماعُ بالقول المبينِ

وجيبَ صدرٍ هل رأيتِ كرعشةِ العصفورِ يوم القطرِ
تحت جناح وارفةٍ أذابتْها سحابةُ هاطلٍ
فلَه أنينْ
بالصدى المنثور في روحي
بوحي هواتفِ الأمل الذي تبغينَ أن يُقفى هداهُ إلى اختراقِ مفازةِ الذؤبانِ والعقبانِ
بل وتؤكدين َ

وثقتُ ساعتَها بما نطقتْ به شفتاكِ
لا بالعالمِ المتوحشِ المتلففِ المتربصِ الجاني على الأطفالِ والضعفاءِ والمرضى
ومن لاشك أنكِ تعرفين

برقةٍ وتلطفٍ بالحرفِ كيما تأذنينَ له
وترجمةٍ لما عيَّ اللسانُ بهِ
وتقدمةٍ بعذرٍ
ثم ختمٍ بالسؤالِ
رجاءَ وعدٍ بالجوابِ
رجاءَ ردٍ
علني أقوى على الكلماتِ بعدَ ورودِ وحيِك في خطاب مستبين
يا...
بالصمتِ في عرضِ القصيدةِ
ربما يلهيكِ معنىً من معانيَّ البسيطةِ
ربما تروينها في سرِّ نفسِك
تُدفئينَ بها فؤادَ قصيدةٍ
كُتبتْ لتُدفنَ في كِتابْ
.....
هاكِ الحقيقة
لم أزلْ متواريا عنها إلى أن صارحتني خلفَ بابْ
.....
أنا شاعرٌ أروي المشاعرَ
إنما لا صبرَ لي عمّا أراه من العذابْ

















مداد لمدارس الأمجاد


أمــــلُ الأمة الدفــــين ينادي هل سبيلٌ لعودةِ الأمجادِ
نـــبضهُ هاتفٌ يبثُّ زئيرا في صدور الفـــهود والآساد
مِنْ بني هذه المعاهد مِن أرضِ الهدى من سفينةِ الإرشاد
مَــنْ بنــــى للبلاد مــــستقبلَ العِزِّ بعزمٍ مســــدَّدٍ وقَّاد
ورنا للـــــسحابِ فارتعدَ الهـــاطلُ برقاً يمورُ بالأَزواد
فبكى والبكـــاءُ خيرُ ملاذٍ مِنْ لقاء الفتى الطويلِ النِّجاد
فتيةَ المجدِ أمسُكــمْ حافلٌ ها قدْ دنتْ منه لـــحظةُ الميعاد
وركابُ الــعلا تسيرُ حثيثا ليسَ في ركبها هــــوى لرقاد
و(يزيدٌ) يزيد مجـدَك مجداً علَم الـــحزمِ في كريمِ وداد
وسلامٌ إلى أبي الفضلِ من شادَ بناءً على الهدى والرشاد
البساتينُ في ربا المجدِ إن زرتَ فإن الحجى عليك غوادي
مــــتعةٌ في ثقــــافةٍ في بناءٍ مرحٌ في تعـــــــــلُّمٍ مُسْتفاد
قــلْ عن الشِّعرِِ ما أردتَ فلَلأمجادُ عند البيانِ ذاتُ عِـماد
وتكـــلَّم عن الفنونِ عنِ الــتاريخِ والعلمِ في فروعِ الضـاد
وتَفيَّأْ ظـــلالَ آي كــــتاب والتــــمسْ إنَّ ذاك خير الـــزاد
وزياراتُ مســــتفيدٍ إلى التثقــــيفِ تُثري مــداركَ الأولاد
رحلاتٌ كأنها جــرعاتٌ مِنْ معــينِ الســرورِ ســقيَ فؤاد
انطلـــقْ صاحبي لدنـــيا أثيرِ العلم فالحاسباتُ صاحِ تنادي
قم فـإنَّ الحياةَ أضــحتْ كبرقٍ قم بنا إنني على اســـتعداد
واكتشف عالـمَ التقدُّمِ واركبْ فرسَ العصرِ مِنْ كرامِ الجياد
واخترعْ إِنْ تُطِقْ فما في ربا الأمجادِ مِن حائلٍ عنِ الإسعاد
فبأمـــجادكَ المجالُ فسيحٌ غير ما يمنـــحُ الطموحُ لـــغادي
يا ربوعَ الوفـــاءِ رفقا فقد حانَ رحـيلي عن بهجتي وودادي
ليـــــس يغنيكَ من رحيلكَ لفظٌ صغتَه شاعراً ويحدوه حادي
كلُ ما في الحــياةِ من متعٍ تفنى وإنْ لمْ أكنْ قضــيتُ مرادي
غيــرَ طعمِ الوفاء يا موئلَ المجدِ مدى الدهرِ فاثبتي بفؤادي

ذكرى ثانوية الفتح بجدة

إلى الأخ العزيز حسام الحكمي وإلى المدرسة الخالدة ثانوية الفتح بجدة
أنتِ يا درَّةَ المدارسِ شمسٌ أشرقتْ في جبينِ جدةَ نورا
فإذا بالعروس لونٌ بديعٌ برفيفِ الجمالِ يهمي حبورا
في محياكِ نظرةٌ مِن رؤاها وقفَ الحسنُ ذاهلاً مبهورا
أهيَ الفتحُ أم ينابيعُ عطرٍ يستقي الواردون منها عبيرا
وتمطى النسيمُ بين نواحيكِ فإذ بالفضا يضجُّ طيورا
إيه يا فتح يا هوىً بفؤادي شدَّما نلتُ مستهاماً صبورا
قيلَ قد قاربَ الوداعُ فَعِدْهُمْ إنَّ في جانحيَّ قولاً كثيرا
يا ربوعَ العلا أفيكِ مقامٌ لفتىً شاقه العلاءُ دهورا
وتراءى له الفضاءُ صِراعاً يبعث العزم في الضلوعِ زئيرا
أمةً مُزقتْ وديناً ينادي وعدوَّا يعيث فيها كفورا
فتحُ والذكرياتُ أمسٌ قريبٌ والأماني بنيتُ فيكِ قصورا
وغدُ الراحلينَ دونَ حجابٍ عدتُ من أمره الخفيِّ ضريرا
ظلْتُ لا أستبينُ منه سوى ما فيكِ حُبَّاً ورقةً وشعورا
هلْ تُرى ما أراهُ مثلَكِ يا فتحُ إذنْ دامتِ الحياةُ سرورا
6/2/1424هـ