يوم غرقت عروس البحر الحمر
لمُسنَّةٍ تبكي العشيةَ دمعةَ الحزنِ المريرِ تعيدُها
ركعتْ تفتشُ في القمامةِ عن رفاتِ وليدِها
خرجَ الفتى في صبحِ يومٍ لن يعودْ
في كفهِ فاتورةُ يسعى إلى تسديدها
مرتْ دقائقُ
ثم زمجرتِ الرعودْ
وتمرُّ ساعاتٌ وويلاتٌ
وتنطفئُ الوعودْ
...
أتُرى يعود؟
أترى يعودُ صباحُ يومِ الثامنِ المدفونِ في كهفِ الخلودْ
أم أنها ذكرى لجدةَ لاتعودْ
ولاتجددُها السحائبُ في السماء
تعيدُها أصواتُ وقْعِ الماءِ
تنثُرها البواكي فوقَ أشلاءِ المساءِ
تُلحُّ في تأكيدِها
آثارُ طينٍ عالقٍ مذَّاكَ في جنبِ الحذاء
ويدَّعيها ما استجدَ مِنَ البناء
وما تَساقطَ بالجوار
ماذلكَ الخطُ الرفيعُ الباهتُ الذاوي عى جنب الجدارْ
خطٌ تراهُ بكل ناحيةٍ
ولايمحوهُ لونٌ أو إطارْ
خطُ المصير
أو شئتَ خطَ الانهيار
تراجعتْ عنهُ المياهُ عشيةً
في لحظةٍ وقف الزمانُ أمامها فزعاً
فلم يقدر على تحديدها
أتراهُ يجرؤ بعدها يوماً على تجديدها
يا جِدّةَ البحرِ العظيم
خفتِ انقضاض البحر
لكنّ السحابّ هوَ الغريمْ