الشاعر

أنـا المحلق وحدي في عالم من شـجون لا أستطيب مقاما ولا أطيق الركون وفي الفضاء لعيني طيوف حلـم رهين بدت لعيني أراها كجنة من فتون

٢٢.٦.٢٧

إلى بغداد - شعر

كتبت أثناء فصف بغداد على يد القوات الأمريكية قبيل احتلال العراق
عالمَ الظلمِ كفى ظلماً أما *** سئــم الأشرارُ من سفكِ الدِّما
مسرحُ القصفِ ببغدادَ ارتوى *** من دِمـانا والحكوماتُ دُمى
إخوةَ الإسلام هل طاب لكم*** أن يُهـان العرض أو أن يكلما
أم أُســارى ذلةٍ حلت بكم *** ألِف الـشعبُ بها أن يُظلما
أيها الجــارُ الذي مزقـه *** سـوط جلادٍ تمــادى مجرما
قمت تدعو الجارَ بالنصرةِ لا *** تـدعُ كلٌ خاضها مستسلما
يا فتى بغــدادَ والنيران في *** أفُـق الأرضِ وفي جيدِ السما
ما نصفـــناكَ إذا الأعداءُ لم *** يرقبــوا إلاً بكمْ أو ذِمما
سألوكَ الأرضَ أن تُعطـيَهمْ *** أو نفيسَ الروحِ فاخترْ منهما
خسىءَ الكـــافرُ من علَّمه *** أننا نعدِلُ بالروحِ الحمى
يا فــدائياً رمى فيـما رمى *** آفــةَ الذلِّ تقدمْ ضيغما
أيها المـيت الذي علَّـمنا *** كيـفَ نحيا كيف نَسخو بالدما
صحتَ بالمـوتى فأحـييتَ بهم *** أثـراً من عزةٍ كم رُدماً
مِنكِ يا بغدادُ تذكاري الذي *** لم أزل أرويــه شعراً مُلهما
فلقد صـرتُ أرى مـاذا أرى *** جثـثَ القتلى وأُفقاً مُعتِماً
صبـيةً يبكون هل تـسمعُهم *** يا أبـي يدعونَ والدمع همى
أي تقتــيلٍ وتشـريدٍ ومـا *** مِنْ يــدٍ تدفعُ عنَّا الألما
وجه أمريــكا تبدَّى للورى *** دونما ســترٍ قبيحاً مظلما
يا عروشَ النفط قد حل بكم *** زائــرٌ في أرضكم ما سلَّما
زائرٌ يخـطِر في مشــيته *** صـلفُ المحتــلِّ يسعى مقدما