الشاعر

أنـا المحلق وحدي في عالم من شـجون لا أستطيب مقاما ولا أطيق الركون وفي الفضاء لعيني طيوف حلـم رهين بدت لعيني أراها كجنة من فتون

١٨.٧.٠٦

مررت على المروءة وهي تبكي - معارضة شعرية

تستوقفك بعض الأبيات فلا تستطيع تجاوزها ، تجبرك على التامل ،حكمة أو عبرة أو لوحة فنان، ومن هذه الأبيات هذان البيتان
مررتُ على المروءةِ وهي تبكي *** فقلـتُ علام تنتحب الفتاةُ؟
فقالت كيف لا أبــكي وأهلي *** جمـيعاً دون خلق اللهِ ماتوا
فنظرت فإذ لهما في حياتنا نظائر كثيرة ، فأنشأت على منوالهما:

مررتُ على الشجاعة وهي تبكي *** فقلت علام تنتحب الشجاعة؟
فقالت كيف والحرماتُ أضحت *** لأجل الذل في الدنيا مُضاعة
مررت على الديانةِ وهي تبكي *** فقلت أأنتِ يا أمَّ الخِلالِ؟!
فقالتْ كيفَ أبنـــائي كثيرٌ *** ولـــكن الكلامَ بلا فعال

مررت على الصديقِ وكان يبكي *** فقلتُ علام ينتحبُ الحبيب؟
فقال وكيف لا أبكي وعهدي *** على الـطرقاتِ ممتَهنٌ صبيبُ
مررت على الصحافةِ وهي تبكي *** فقلتُ لم البكاءُ أيا صحافة؟
فقالت كيف لا أبكي وأهلي *** من الصُّنَّاعِ أربابُ السخافة
مررت على البريد وكان يبكي *** فقلـت دعِ البكاءَ ألي رسالة؟
فقال أجلْ ولكن كلُّ طــردٍ *** يفــتَّحُ دون إذنٍ أو وكالة

مررت على الطبيبِ وكنـتُ أشكو *** فإذْ بالناس قد قُتلوا بكاءا
فقلتُ علامَ؟ قالوا نحن مرضــى *** وســيدةٌ لديه منذ جاء
مررت على المــدارس أنتقي *** مِن قلائــدها لطفلي ما يسرُّ
فإذ ببـــكاءِ صبيتها ينادي *** وراءَكَ عــمُّ لا يمسسكَ شرُّ

مررت على المرور فقلت هذا *** مكـان الأمن فاستبكى الجدار
فقلت عــلام تبكي؟ قال كلا *** فلي أذن ووجه مســتعار
مررت على المطار أريــد جواً *** ولكن المـطار بكى وصاحا
فقلت لم البكاء؟ فـقال هجراً *** فضـائح يا أخي ليلاً صباحاً
مررت على الحمـير بدون وعي *** فضج ضجيجهم أين السلام
فقلت أللحــمير ؟فقال عير *** وهــل فرق ترك فلا تلام؟

1 Comments:

إرسال تعليق

<< Home