مررت على المروءة وهي تبكي - معارضة شعرية
تستوقفك بعض الأبيات فلا تستطيع تجاوزها ، تجبرك على التامل ،حكمة أو عبرة أو لوحة فنان، ومن هذه الأبيات هذان البيتان
مررتُ على المروءةِ وهي تبكي *** فقلـتُ علام تنتحب الفتاةُ؟
فقالت كيف لا أبــكي وأهلي *** جمـيعاً دون خلق اللهِ ماتوا
فنظرت فإذ لهما في حياتنا نظائر كثيرة ، فأنشأت على منوالهما:
مررتُ على الشجاعة وهي تبكي *** فقلت علام تنتحب الشجاعة؟
فقالت كيف والحرماتُ أضحت *** لأجل الذل في الدنيا مُضاعة
مررت على الديانةِ وهي تبكي *** فقلت أأنتِ يا أمَّ الخِلالِ؟!
فقالتْ كيفَ أبنـــائي كثيرٌ *** ولـــكن الكلامَ بلا فعال
مررت على الصديقِ وكان يبكي *** فقلتُ علام ينتحبُ الحبيب؟
فقال وكيف لا أبكي وعهدي *** على الـطرقاتِ ممتَهنٌ صبيبُ
مررت على الصحافةِ وهي تبكي *** فقلتُ لم البكاءُ أيا صحافة؟
فقالت كيف لا أبكي وأهلي *** من الصُّنَّاعِ أربابُ السخافة
مررت على البريد وكان يبكي *** فقلـت دعِ البكاءَ ألي رسالة؟
فقال أجلْ ولكن كلُّ طــردٍ *** يفــتَّحُ دون إذنٍ أو وكالة
مررت على الطبيبِ وكنـتُ أشكو *** فإذْ بالناس قد قُتلوا بكاءا
فقلتُ علامَ؟ قالوا نحن مرضــى *** وســيدةٌ لديه منذ جاء
مررت على المــدارس أنتقي *** مِن قلائــدها لطفلي ما يسرُّ
فإذ ببـــكاءِ صبيتها ينادي *** وراءَكَ عــمُّ لا يمسسكَ شرُّ
مررت على المرور فقلت هذا *** مكـان الأمن فاستبكى الجدار
فقلت عــلام تبكي؟ قال كلا *** فلي أذن ووجه مســتعار
مررت على المطار أريــد جواً *** ولكن المـطار بكى وصاحا
فقلت لم البكاء؟ فـقال هجراً *** فضـائح يا أخي ليلاً صباحاً
مررت على الحمـير بدون وعي *** فضج ضجيجهم أين السلام
فقلت أللحــمير ؟فقال عير *** وهــل فرق ترك فلا تلام؟
1 Comments:
At ٨:١٣ م, Unknown said…
جزاك الله خيرا اخي
إرسال تعليق
<< Home