الشاعر

أنـا المحلق وحدي في عالم من شـجون لا أستطيب مقاما ولا أطيق الركون وفي الفضاء لعيني طيوف حلـم رهين بدت لعيني أراها كجنة من فتون

٦.٦.٢٧

عندما كنا صغاراً - شعر


عندما كنا صــــغاراً لم أكن *** غيرَ طفل هاربٍ من طـــــفلةِ
جارةً كانت لنا في حــــــــينا *** يالها من جارةٍ لو قــــــــــلَّتِ
لست أنسى ضجري من أمها *** عندما تصطادني من بهجتي
يا صغيري إنني ذاهـــــــــبة *** فخذ الطفلة لي في نزهـــــــة
لم أكن أقدر أن أرفــــــض ما *** منحتني من هدايا جـــــــمة
صفقة رابحة لكنــــــــــــها *** شد ما توقعني في ورطــــــــة
طفلة تحبسني في لهــــوها *** ورفاق سخروا من وحشــــتي
يدها عالقة في كتــــــــفي *** ولكم ضاعف ذا من محنــــــتي
كلما أزجرها عن خطــــــــر *** حسِبتْها طَرَفاً من طرفــــــة

ومضت أيامنا حتــــى دعيـ *** ـيتُ إلى منزلهم في حفــــــلة
بعد عقدين وقد ألبســــــــها *** خالقُ الحسنٍ رداءَ الفتـــــــنة
سفرَتْ عن لوحةٍ مرســـــومةٍ *** لوَّنتْ عيني بأبهى زيــــنة
فمحتْ كلَّ جمالٍ باهـــرٍ *** صاغه شعري هوىً في قصـــة
كلما كان بعيني ســــــاذجا *** صار سحراً هارباً من جنــــة
صُورتْ حسناً تخــطى كلما *** مر في فكري وفي ذاكرتــي
الذراعان كأن لـــــم يُرتقا *** كسوارٍ حفَّ بي في مشيتـــــي
وكأني لم أزح عن كاهــلي *** رأسَها المتعبَ عند العـــــودة
كيف لم أفطن إلى أن يدي *** لامست يوماً يدَيْ أســطورتي
حملت كل بهي ناضـــــر *** خطَّ ما حاذرتُه من شقوتــــــي
عجزت أثوابُها عن كـــــتم ما *** قالتِ الفتنةُ عند المشــــــية
شفتاها لغةٌ مرمــــــوزة *** نُسجت من ضحكة أو بســــــمة
خدُّها ما كان يوما هـــــــكذا *** ما الذي حلَّ بفتان فتــــــــي
قدمتْ كوبينٍ أما واحـــــداً *** فهو للأرواحِ صنوَ السكــــــرة
وبلطف سكبتْ في خافقي *** من فريد الحسن ذوبَ النشــوة
أولم تدرِ بانا لم نــــــــــعُد *** كصغيرينِ جليسَيْ هـِـــــــــرَّة
وبأن الشاعرَ المتعب فــــــي *** مشهد السحرِ أسيرُ الشقـــوة
حاولتْ أن تقتفي ذاكــــــــرتي *** بحديثٍ مستهامِ النبــــــرة
راوغتْني ذكرياتي كلُّــــها *** وخيالي غارقٌ في اللحــــــظة
وتولتْ مثلَ ظبي نـــــــــافرٍ *** ودهتْ قلبي بأحلى ميتـــــــة