الشاعر

أنـا المحلق وحدي في عالم من شـجون لا أستطيب مقاما ولا أطيق الركون وفي الفضاء لعيني طيوف حلـم رهين بدت لعيني أراها كجنة من فتون

٥.٦.٢٧

حب على ورق - شعر

كل يوم ..
فوق جسرِ العدو ألقاها تسيرْ
شأنها شأن الكثيرْ
قرأتْ أن تمارينَ الصباحْ
تلبسُ الفتنةَ أجسادَ المِلاحْ
وبأنَّ الشمسَ تبقي الجسم حلواً ناضرا
هكذا قالوا لها.. كم يكتبونْ
واستعانوا بطبيبْ..
كان يبدو صادقا حين يجيبْ
أهو يدري إذ يقول
أنَّ ضوءَ الشمسِ عند الصبحِ كنزٌ من شفاءْ
وخصوصاً للنساءْ
فاحرصي في ذاك يا سيدتي دوما بأنْ
يرتوي كلُ البدنْ
من سنا الشمس المنيرْ
فخذي ألبسةًً شفافةً
لم نقُلْ عاريةً
وانتقي منطقةً خاليةً
لم نقُلْ نائيةً
واستعدي للجمال

ويح ما قالوا
فهلا علِمتْ
أن شمسَ البيتِ مثلَ الشمسِ في
كل مكانْ
وبأن الناصحَ الراعي لأجسامِ الحسانْ
لم يقل أن لفعل الشمس شأنٌ بالمكانْ
وبأن الجسر جسرَ العدوِ شرط ٌفي الرهانْ

ويح ما جاؤوا فهلا علِمتْ
ان وقدَ الحب نارْ
وبأن الشاعرَ الحالمَ يعدو بالنهار
يرتدي ألبسةً فضفاضةً
ينتقي منطقةً خاليةً
ربما نائيةً
ثم يسعى بالجوارْ

وقفتْ يوماً وقالتْ مرحباً
فغضضتُ الطرفَ عنها قائلاً
عفواً..؟
فقالتْ مرحباً
قلتُ: أهلاً.
فاستمرت بالحوارْ

دائما تعدو هنا ؟
قلتُ نعم ، ما مِن خيارْ
هذه البقعةُ
أبهى ما يُزارْ
حيثُ لا تزعجك الأصواتُ
أو همسٌ لمار
هاهنا أقصى اليسار
لن تريْ فيها سوى أوراق أشجار تحفّ
ونسيمات تشفّ
وعصافيرا ترفّ
وطيوراً تسكب الأشواقَ في ألحانها
تبصرين العالمَ الفتانَ في ألوانها
ربما تمشين فيها ساعةً أوساعتينْ
أبداً لا تشعرينْ

قفزتْ نحوي وقالت:
أنت ذاك الشاعرُ
قلن لي أنك تأتي
قد رآك الناظرُ
ما الذي سطره شِعرُك نحوي مِنْ حنينْ

فتناولتُ يديها قائلاً
لستُ أخفيكِ فقد جاوزتُ تلكَ المرحلةْ
إنما كفي وعيني تكثرانِ الأسئلةْ
هل تودينَ سويا أن نحل المسألة؟
فدنت مني لأستلهمَ حلَّ المعضلة
قالتِ استرخِ قليلا للقاءِ القنبلة
!!

لم يكنْ إلا وريقاتٌ وعصفورٌ وظلُ
وظلالٌ وارفاتٌ دون مرمانا تطلُ
ويدي تعثر في أثوابها
ماذا تملُ
وبعيني أحجياتٌ من جمالٍ لا تُحلُّ

الهدوءُ الصامتُ الساجي محا عني اضطرابي
وبعينيها من النشوةِ سترٌ من حجابِ
كفها الملساءُ تستكشف جسمي في اجتياحِ
وأنا أبسمُ لكنَّ فؤادي غيرُ صاحِ

أيقظتنا ضحوةٌ من سهونا
قد تخطى حاجبينا العرقُ
ورق الأشجار ملقىً حولنا
وعلى أجسادنا ملتصقُ
بسمت لي قبل أن تغمزني
هل ترى يحمل هذا ورقُ؟