الشاعر

أنـا المحلق وحدي في عالم من شـجون لا أستطيب مقاما ولا أطيق الركون وفي الفضاء لعيني طيوف حلـم رهين بدت لعيني أراها كجنة من فتون

١٨.٧.٢٩

في الصيدلية

أهذا الدواءُ
فأين دواءُ فؤادي؟ أليسَ له من دواءْ؟
أُصبتُ ولم أَدْرِ كيفَ أُصبتُ
برعشةِ هدبٍ
ووجهٍ مضاءْ
وصوتٍ كما غرّدَ الطيرُ ليسَ له في جميعِ اللحونِ كفاءْ
وخدّينِ كالوردِ
كلا فلا الوردُ يملكُ والله ذاكَ الرواءْ
لها شفتانِ بها كلُّ ما لذََّ للروح روحي إليها الفداءْ
وكف كألطف ما مست الكف أثر فيه مرورُ الهواءْ
وجيدٍ كما التفتَ الظبيُ
يستنطقُ الوردَ والزهرَ عطرَ المساءْ
ونحرٍ كمنحدرِ الثلجِ في معطفٍ ذاقَ من درَّتيه العناءْ
يكابدُ زرٌ
فتلفظه عروةٌ
من سماها يلوحُ الضياءْ
تأنتْ قليلاً وردَّدَتِ العينَ بللتِ الشفتينِ بماء
تناءى عنِ الملتقى حاجباها لتقرأَ سطراً محاه التواء
تمنيتُ لو أنني جئتُها بنقوشِ ثمودٍ على ما أشاءْ
تتمتمُ بالحرفِ كيما يبينَ وتقرُأ دهريَ دونَ انتهاء
تَبيَّنُ ما طلسَمَ الحبُّ لا الطبُّ والحبُّ للعاشقِ الصبِّ داءْ
وعَتْ ما أرادَ الطبيبُ فألقتْ بنظرةِ عذرٍ كمنْ قد أساءْ
وقامتْ إلى حيثُ كان دوائيَ والقلبُ ماعادَ يبغي الدواء
تهادى فما للقوام العنيد ترجرج وهي خطى في فضاءْ؟!
فكيفَ إذنْ يصنعُ الناظرونَ وقد ضاقَ عما يراه احتواء؟
وكيفَ تريدينني أنْ أطيبَ ودائيَ أنتِ وأنتِ الدواءْ