الشاعر

أنـا المحلق وحدي في عالم من شـجون لا أستطيب مقاما ولا أطيق الركون وفي الفضاء لعيني طيوف حلـم رهين بدت لعيني أراها كجنة من فتون

١٦.١١.٠٦

لكل فتى يوم- من ذكريات الطفولة - شعر

لكل فتى لو غدا في الورى******شجاعاً مقامٌ به يزدرى
ومِن ذاكَ ما قد جرى لأخيكم*ومهما تعش يا (حبيبي) ترى
فقد زرتُ مكةَ ذات نهار******** لبيتِ قريبٍ وما شَعَرا
فما كان في البيتِ إلا الصغارُ****وبعضُ الكبارِ كما قُدِرا
وقد قُفلتْ غرفةُ الزائرينَ******بها تُحفٌ خِيفَ أنْ تُكسرا
وليسَ مكانٌ سوى غرفةٍ******هي الجُحْرُ أو مِثله صِغَرا
قصدتُ إليها فجاء غُليمٌ*********وحدثني مُوعِداً مُنذِرا
وقال بأنَّ هنا حيةً*********متى غابَ أهلُ المكانِ ترى
قد اتخذتْ ذلكَ البيتَ داراً *******فدونكَ فانظرْ ترَ الحفرا
ضحكتُ وقلتُ حديثٌ طريفٌ ****يصدقُهُ عقلُ منْ صَغُرا
تقولُ العجائزُ هذا الكلامَ ********ليخفينَ عنكم بهِ السكَّرا
وقد كنتُ أعلمُ أنَّ الرطوبةَ********خطَّت على جُدُرٍ أثَرا
هتفتُ دعوا عنكموا ذا الكلامَ**وهاتوا الطعامَ وهاتوا القِرى
فإني وربِكَ منذ قليلٍ************أقولُ لبطنيَ إذْ قرقرا
رويداً يجئُ إليكَ العشاءُ********وتأكلُ من لحمِهمْ (نَفَرا)
وجاءَ العشاءُ وما بجواري***** سوى ولدٍٍ من قليلٍ جرى
فناديتُه: الأكلَ قال: أكلتُ******* فجالسني قلتُ لا ضررا
وقد كنتُ أجلسُ في ذلكَ البيتِ *****خلفي فراشٌ لهمْ نُشرا
ومن تحته ( كرويتٌ ) عتيقٌ***** تحوَّلَ من لُبْثِهِ أخضرا
وكانتْ لهم (بسَّةٌ) (مُضرِعٌ)****أصابتْ أماناً وطِيبَ قرى
رأتْ غرفةً ليس فيها أناسٌ*******فأسكنتِ الغرفةََ الهِررا
فكانتْ وما كنتُ أدري ورائي*****وأسمعُ صوتاً ولا أثرا
ولماتحرَّكتُ خافت فهاجت******وبعضُ صغيراتها نَـفَرا
تعشيتُ حمداً لك اللهُ شكراً*****فـ(تَكَّيْتُ) للخلف مستبشرا
فتخمشني بالمخالب حقاً!!**** وتخمش ياويحَها من ورا!!
فوليتُ واللهِ مثلَ الغزال*******ويرمُقُني الطفلُ مستنكرا
وأنظُرُ من خلف بابِ المكانِ******لأُبصرَ حيَّتََهُمْ قدْ أرى
فأبصرتُ عينينِ كالجمرِ لوناً****وتقدحُ من غضبٍ شررا
فقلتُ : بُسَيْسَةُ قبَّحكِ ************أنتِ الغريمُ ألا كبُرا
أما من وسيلةِ تحذيرِ شخصٍ*******ليعلمَ ما ثَمَّ أو يحذرا
ومن بابِ أنَّ الأحاديثَ تُذكرُ******لما ترى بَعضَها ذُكرا
فأذكرُ أني وفي رحلةٍ**********وكنَّا شباباً كما قد ترى
وكان الظلامُ شديداً شديداً*وما اسطاعَ ذو العينِ أن يُبصرا
و(هرْجٌ) عن الجنِّ والكلُ (عاديْ)*وذئبٍ على جبلٍ زمجرا
(جوالينُنَا) بعدَ بضعِ مئين****وقد قاربَ الفجرُ أن يَظهرا
وصاحبُكم ناعسٌ عابسٌ*********(رياقِيْنُهُ) خُطَطٌ للورا
وأنظرُهُم عندَ ماءِ الوضوءِ****وما زالَ بي سِنَةٌ من كرى
فإذ حيوانٌ أتاني وعَانق***********ساقي وقلَّدها وَبَرا
فـقشعرَ جسمي وشعري (دبابيسُ)**والنومُ ولَّى وما انتظرا
إذ بي أراني بعيداً أُحدِّق******في ظلمةِ الليلِ ماذا جَرى
فقلتُ :بُسَيْسَةُ قبحكِ اللهُ***********أنتِ الغريمُ ألا كبُرا
ومن بابِ أن الأحاديثَ تُذكر********* لما تَرى بعضَها ذُكرا
لم تكتمل ولها بقية وكلها قصص حدثت لي فعلا وأعدُ القراء الأعزاء أن أتمها إن عاودت القريحة ذكراها وتنفست بريح صباها ...

1419هـ