الشاعر

أنـا المحلق وحدي في عالم من شـجون لا أستطيب مقاما ولا أطيق الركون وفي الفضاء لعيني طيوف حلـم رهين بدت لعيني أراها كجنة من فتون

٨.٦.٢٧

الجرح الغائر - شعر

ألم يأن للجرح الذي غـــــــار في الحشا*** فمزقه أن يعتريه شـــــــــفاءُ؟
ألم تألف العينان من طــــول ما ترى*** روى البؤس مكلوماً عليه دمـــاء
لقد كان يغريني التأمــــــــــلُ بالدجى*** نديمَ صفاءٍ هل يُملُّ صـــــــــفاء
فقد صرتُ أهفــــو للدجى إذ أتى الدجى*** أعزي به نفسي ولاتَ عـــزاء
وقد كنتَ لا يرضيك ما يرتضي الورى*** لك الرأس في كل الأمور كفاء
وأصبحت هل من خلةٍ يدَّعـــــــونها*** فتدرك منها ما أتى الضعفــــــــاء
وهأنذا في ساقةِ الركبِ ســـــــــــاهمٌ*** تمرُّ حياتي قلتَ كيفَ تشـــــــــاء
سواءٌ لدي الناس إن جد سيرُهـــــــــم*** فليس وراء الآخِريــــــــن وراء
رسمنا الخطى دهراً فلما دنا السُــــرى*** سرينا بدربٍ نحن منه بــــــراء
ألا هل لسعيي غايةٌ أغتدي لــــــــــها*** سوى أنه حتمٌ عليَّ قضــــــــــاء
ردِ الماءَ أودعه فإنك ظـــــــــامئٌ*** فيا ليت شعري كيف عاش ظِمَـــــاء
عملت لعلمي أن ذلك واجـــــــــب*** وليس سوى علمي لـــــــــدي رواء
فإن كان في يأسي نهاية محـــــنتي*** يئستُ ودائي في المصـــــاب دواء
وإن كانتِ الأخرى فإني مصــــابرٌ*** وإن كان صبري والقنوط ســــواء
سأبقى إلى أن يفـــــــــرُج الله ما أرى*** وإلا يكن فالأمرُ حين يشــــــــاء
سلِ العمرَ والأيامَ هل من حقـــــــــيقةٍ*** بذلتَ لها ما يبذلُ العظمـــــــــاء
أأثمرت مما يثمر النــــــاس في الورى*** أنُولتَ فضلاً ناله الفضـــــــلاء
أتدعوه حكماً ما جمعتَ وإن يكـــــــــــنْ*** أليس لحكم رونقٌ وبهـــــــاء؟
إذا ضاع منك الآن فالكلُ ضــــــــــائع*** فما بعده غيبٌ وقبلُ هــــــــراء
شعبان 1421